إبداع مدرسة ماكدونالدز للتسويق لا ينتهي ، فهي تضع لنا أسس التسويق الحديث ببراعة فائقة ومذهلة في نفس الوقت ، ونحن في هذا الدرس الجديد عن مدرسةماكدونالدز للتسويق سوف نتحدث عن شراء الولاء لعملاء المستقبل.
شراء الولاء لعملاء المستقبل
هل تعلم من هم عملاء المستقبل إنهم "الأطفال" .. نعم الأطفال فماكدونالدز تقوم بشراء ولاء عملائها من المستقبل ، فهذا الطفل بعد بضعة سنوات سوف يصبح مراهق وبعدها سوف يصبح طالب في الجامعة هذا الطفل الصغير ذو السنوات الستة أو حتى الثلاثة ، نريد أن نجعلة يعشق مطاعم ماكدونالدز ، نريده أن يضع ماكدونالدز في أفضل المطاعم المفضلة لديه فعندما يقوم بدعوة أصدقائه على العشاء لا يفكر كثيرا لنذهب إلي الماكدونالدز .
جلست كثيرا أتناول ساندوتش الهامبرجر الشهي داخل مطاعم ماكدونالدز وأنا شاب في المراهقة أو الجامعة وكنت دائما أتسائل لماذا يضيعون أموالهم وأيضا يهدرون مساحة المطعم في وضع هذه الألعاب للأطفال ، وكنت وقتها لا أجد إجابة على سؤالي ، حتى أتيحت لي الفرصة أن أعرف الإجابة على هذا السؤال.
كانت البداية عندما إصطحبت أسرتي وأطفالي الصغار ذوي الخامسة والثالثة إلي أحد أفرع مطاعم ماكدونالدز وجلست أنا وزوجتي نتناول الطعام في هدوء وترك الأطفال وجباتهم وذهبوا للعب واللهو في تلك الألعاب التي يضعها ماكدونالدز للأطفال ، وتركنا بعدها المطعم وإصطحبنا الأطفال بصعوبة نظرا لغربتهم الشديدة في البقاء لفترة أطول مع تلك الألعاب الممتعة.
وكانت الإجابة في إنتظاري بعدها بأسبوع عندما إقترحت على زوجتي تناول طعام العشاء في أحد المطاعم بسرعة البرق أجد الأطفال تصرخ في وجهي وتقول .. نريد المطعم صاحب الألعاب .. نريد المطعم صاحب الألعاب ، علمت بالطبع أنهم يقصدون ماكدونالدز ، وأمام هذا الإصرار لم أجد وسيلة لإسكاتهم سوى الذهاب للمطعم صاحب الألعاب ماكدونالدز.
وهذه هي النقطة الهامة التي نتعلمها من هذا الدرس شراء ولاء عملاء المستقبل الأطفال ، علمت بعدها أن أطفالي بسبب هذه الألعاب سوف يصبحون جزءا كبيرا من قراري عند الرغبة في الذهاب لتناول أي وجبة من أي مطعم.